الأحبال الصوتية عبارة عن زوج من الأغشية المخاطية، التي تمتد بشكل عرضي في الحنجرة، ويؤدي اهتزازها عند مرور الهواء من خلالها إلى خروج الأصوات التي نسمعها. ويسيطر العصب الحائر على هذه الأحبال الصوتية، كما أنها تظهر بيضاء اللون، وذلك بسبب نقص مرور الدورة الدموية بها، وهي مجموعتان من الألياف العضلية، وتكون الأحبال الصوتية في حركة مستمرة، حيث تفتح أثناء عملية التنفس وتغلق خلال التحدث.
وتصاب هذه الأحبال ببعض الاضطرابات التي تؤثر في وظائفها، ومنها التهابات الأحبال الصوتية. وهناك بعض الأشخاص المعرضون أكثر لهذه الحالة، نتيجة طبيعة عملهم، أو حالتهم الصحية.
وتقوم الأحبال الصوتية بأداء ثلاث وظائف:
وقد يتأثر صوت الشخص بأية مشكلة صحية تتعرض لها الأحبال الصوتية. ومن الأمور التي تجهدها - وذلك بحسب الأطباء والاختصاصيين - الحديث بصوت منخفض أو الهمس.
تصاب الأحبال الصوتية بالالتهاب، بسبب العديد من العوامل التي يتعرض لها الفرد، والتي يمكن أن تكون داخلية، كأن يجهدها برفع الصوت بشكل متكرر، أو خارجية من خلال التعرض لبعض الملوثات كالغازات والأبخرة.
ويعاني المصاب، بسبب هذه الحالة، بحة في الصوت، ويمكن أن يفقد الصوت بسبب هذه الإصابة. وفي بعض الحالات ربما تتطور المشكلة إلى درجة الحاجة إلى التدخل الجراحي.
ويعتمد علاج هذه الإصابة على السبب الذي أدى إليها، ويبدأ في الأغلب بالتزام الراحة، وعدم إجهاد الأحبال الصوتية، مع الحصول على الأدوية اللازمة لعلاج بعض الأمراض، التي ربما تكون وراء الإصابة بالالتهاب.
ويصاب الشخص بالتهاب الأحبال الصوتية بسبب العديد من المؤثرات، وكذلك بعض الأمراض، وهو الأمر الذي يؤثر في أدائها لوظائفها الخاصة.
ويمكن أن يحدث التهاب الأحبال الصوتية نتيجة إصابتها بالاحتقان، وهو ما يؤدي إلى تضخم في حجم الأوتار والأحبال الصوتية، ما يسبب حدوث تغير نبرات الصوت.
وتصاب كذلك بالالتهاب نتيجة الانفلونزا والرشح في القصبة، حيث تتسبب في تضخم الأحبال والأوتار الصوتية.
ويتسبب انتفاخ الأحبال الصوتية الشديد في أن يفقد الإنسان صوته، وأن تصاب الأحبال بالالتهاب، وهو ما يؤدي إلى ضعف الصوت.
يمكن أن تحدث مشكلة التهاب الأحبال الصوتية بسبب الصراخ بصوت مرتفع للغاية وبشكل مفاجئ، وهو الأمر الذي يتسبب في إجهاد العضلات.
وتؤدي بعض الأمراض إلى التهاب الأحبال الصوتية، كحالة ارتجاع المريء، حيث يتسبب في التهاب الأغشية المبطنة للعضلات، وأيضاً إصابة الأحبال الصوتية بالدرن.
وترجع الإصابة بهذه الحالة إلى الأمراض المناعية، وذلك لأنها تهاجم الأحبال الصوتية، وربما كانت الإصابة بسبب تضخم الغدة الدرقية، التي تضغط على العصب المغذي للعضلة وتؤثر فيه.
يتعرض الكثير من الأشخاص إلى الإصابة بالتهاب الأحبال الصوتية، والسبب يرجع إلى طبيعة المهن التي يعملون بها، وبسببها يستخدمون الصوت بشكل غير سليم.
ويؤدي ارتفاع الصوت المفاجئ إلى تقارب الأحبال الصوتية من بعضها بشكل قوي، وبسبب تكرار هذا الأمر فإن تجمعاً دموياً بسيطاً يظهر في الغشاء المخاطي للأحبال الصوتية.
وتكرار هذه العملية يمهد إلى حدوث التجمع الدموي وما يعرف بالتصلب، وهو ما يتسبب في ظهور نتوء صغير على السطح الداخلي للحبل الصوتي.
ويطلق على هذا النتوء نتوء المطربين أو نتوء المدرسين، وبسبب هذه الإصابة تحدث تغييرات في الصوت، والتي تصبح مستمرة بسبب هذه الإصابة.
تشمل قائمة المهن التي تتعرض لالتهاب الأحبال الصوتية المدرسين، ومن يعملون في مجال التعليم أو الإرشاد بصفة عامة، وكذلك المطربون ومن يعملون في مجال الإعلان.
ويتعرض للإصابة بها أيضاً الباعة في الأسواق، ومن يتطلب منهم رفع أصواتهم مدة طويلة كالخطباء والوعاظ والمحامين.
ويمكن أن يصاب بالتهاب الأحبال الصوتية أصحاب المهن التي يتعرضون بسببها إلى الغازات الاصطناعية في المصانع، لأنها تسبب إثارة الأحبال الصوتية والحنجرة، وبالتالي تحدث التهابات مزمنة.
وينطبق الكلام نفسه على عمال المناجم، حيث يتسبب ضعف التهوية والأتربة والغازات الموجودة بالمناجم والمحاجر في التهاب متكرر للأحبال الصوتية والحنجرة، والذي يتحول إلى شكل مزمن بسبب طول المدة.
يعاني المصاب بالتهاب الأحبال الصوتية عدداً من الأعراض، والتي يمكن علاجها والشفاء منها من خلال بعض الإجراءات البسيطة، وينصح في حال استمرار هذه الأعراض لأكثر من 15 يوماً بالحصول على استشارة طبية.
وتشمل علامات هذه الحالة تغييراً في الصوت أو بحة، كما يعاني المصاب ضيقاً في التنفس، والذي ربما وصل في بعـــض الأحيان إلى حد الاختناق، وكذلك يعاني ألماً في البلعوم.
وترتفع درجة حرارة المصاب، ويشعر بصوت غريب في الأحبال الصوتية، يكون شبيهاً بصوت الصفارة. وفي بعض الحالات يمكن أن يكون الصوت ضعيفاً أو يختفي بشكل كامل.
يشمل تشخيص التهاب الأحبال الصوتية فحصاً إكلينيكياً للمصاب، مع متابعة الأعراض التي يعانيها، ويتعرف الطبيب المعالج إلى التاريخ المرضي للحالة، وذلك بهدف تحديد سبب الإصابة.
ويقوم بتصوير الحنجرة بأشعة "إكس"، ويمكن أن يلجأ إلى إجراء أشعة مقطعية عليها، وفي بعض الحالات ينصح بعمل منظار على الحنجرة
يعتمد علاج التهاب الأحبال الصوتية على السبب الذي أدى إلى هذه الحالة، فيكون الحصول على الراحة وتجنب الكلام فترة من الوقت بسيطة هو العلاج، في حالة كان الالتهاب بسبب إجهاد الأحبال الصوتية بالصوت العالي، ويمكن مع الراحة تناول بعض العقاقير التي تنشط العضلات.
ويلجأ المصاب بالتهاب الأحبال الصوتية في حالة الإصابة بنزلة برد إلى الراحة، مع الحصول على علاج للأعراض التي تصاحب نزلة البرد.
ويكون العلاج في حالة الأمراض بتناول الأدوية المخصصة لعلاجها، ومن ذلك الأدوية التي تقوي عضلات المريء، في حالة ارتجاع المريء، وأيضاً في حالة الإصابة بتضخم الغدة الدرقية والدرن وأمراض المناعة الذاتية.
يجب على المدخنين المصابين بالتهاب الأحبال الصوتية التوقف فوراً عن هذه العادة السيئة، والتي تعد سبباً رئيسياً في تلف الشعيرات والخلايا التي تكون الأحبال الصوتية، كما أن التدخين يتسبب في احمرار الأوتار، وربما تحولت هذه الخلايا إلى خلايا تسبب نشاطاً للأورام الخبيثة التي تصيب الحنجرة. وينبغي كذلك الابتعاد عن الملوثات البيئية، والتي تشمل التعرض للغبار والمواد الكيميائية، وتسبب حدوث بحة في الأحبال الصوتية، مع أهمية استخدام الغرغرة؛ حتى تبقى الأحبال الصوتية رطبة ولا تصاب بالجفاف.
وينصح أصحاب المهن التي يعتمدون فيها على الصوت، كالمدرسين والخطباء والمحامين، بمحاولة عدم الحديث بصوت عالٍ، وذلك حتى لا تتأثر الأحبال الصوتية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تدخل جراحي، لوقف الأذى عن العصب المسؤول عن الأحبال الصوتية.
يمكن أن يقي الشخص نفسه الإصابة بالتهاب الأحبال الصوتية من خلال تجنب ارتفاع الصوت بشكل مفاجئ، ويكون استعماله للصوت بشكل سليم، وغير مجهد للأحبال الصوتية، وبالذات لأصحاب المهن التي تتطلب منهم رفع الصوت.
وتتوافر تدريبات خاصة تساعد على التحكم في درجة الصوت، والتي تعرف بتدريبات الصوت، ومن خلالها يستطيع الفرد التحكم في درجة الصوت وقوته بشكل تدريجي. وتشمل إجراءات الوقاية تجنب إصابة الحنجرة بالالتهاب.
وفي حالة الإصابة يجب الحصول على العلاج السريع والفعال، وذلك بهدف تجنب تكرر الإصابة به، وعدم تحوله إلى حالة مزمنة، وبالتالي تؤثر في الأحبال الصوتية والصوت.
تشير دراسة أمريكية حديثة إلى إمكانية الوقاية من مشكلة التهابات الأحبال الصوتية؛ من خلال اتباع بعض الإجراءات مثل إعطاء الصوت راحة لمدة دقائق، وتجنب الصوت الهامس، لأنه مجهد أيضاً للأحبال الصوتية.
ويقول أحد الباحثين إنه يجد عدداً من السوائل المفيدة في المحافظة على رطوبة الحلق، وكذلك استنشاق بخار الماء المرطب، حيث يخفف من احتقان الأحبال الصوتية، ويجب عدم شرب السوائل الباردة وبالذات المثلجة بعد شرب السوائل الدافئة بشكل مباشر. كما ينبغي تجنب التعرض للدخان والتلوث، لأنه يجفف الحلق ويؤدي إلى تهيج الأحبال الصوتية.
وتفيد بعض المشروبات والأعشاب في تقليل التهاب الأحبال الصوتية، منها شرب عصير الجزر المحلى بعسل النحل، وكذلك تحسن أداء الأحبال الصوتية الغرغرة المكونة من مغلي ورق الزيتون، ويقوم بها المصاب مرتين في اليوم في الصباح والمساء.
ويحسن زيت السمسم من وظيفة هذه الأحبال، وذلك بأن يتم دهن اللسان والحلق به، ويقضي أيضاً تناول مغلي الزعتر بشكل كبير على التهاب الحنجرة.