ما هو الصملاخ أو المادة التي تفرزها الأذن

ما هو الصملاخ أو المادة التي تفرزها الأذن

ما هو الصملاخ أو المادة التي تفرزها الأذن

تفرز الغدد الدهنية الموجودة في الجزء الخارجي من قناة الأذن (بالإنجليزية: Ear Canal) مادة شمعية تعرف باسم الصملاخ (بالإنجليزية: Cerumen أو Earwax)، ويعد وجود شمع الأذن (الصملاخ) داخل قناة الأذن أمراً طبيعياً وليس علامة على سوء النظافة.

تقوم الأذن عادة بتنظيف نفسها باستمرار عبر دفع شمع الأذن وما علق به ببطء إلى خارج فتحة الأذن، وتحدث هذه العملية دون إدراك من الشخص في معظم الأحيان. 

  • ما هي وظيفة شمع الأذن (الصملاخ)؟
  • مِم يتكون شمع الأذن (الصملاخ)؟
  • ما هو لون وملمس شمع الأذن (الصملاخ)؟
  • ما هي أعراض تراكم شمع الأذن (الصملاخ)؟ 
  • ما هي مسببات تراكم شمع الأذن (الصملاخ)؟
  • من هم الأشخاص الأكثر عرضة لتراكم شمع الأذن (الصملاخ)؟
  • كيف يتم تنظيف الأذن من الشمع (الصملاخ) في المنزل؟ 
  • متى يتم اللجوء إلى الطبيب لتنظيف الأذنين من الشمع (الصملاخ)؟
  • ما هي الحالات التي لا يكون فيها الإرواء مناسباً لتنظيف الأذن من الشمع (الصملاخ)؟

ما هي وظيفة شمع الأذن (الصملاخ)؟

يساعد شمع الأذن في الحفاظ على الأذنين بصحة جيدة ويعمل على ترطيب وتنظيف وحماية البطانة الداخلية لقناة الأذن، ويقوم بذلك عن طريق صدّ الماء ومنع دخول الغبار والأوساخ والمواد الأخرى إلى داخل قناة الأذن. كما يساعد شمع الأذن في الحفاظ على توازن الأحماض في قناة الأذن ويحمي الأذن من الإصابة بالالتهابات والعدوى عبر ضمان عدم دخول الحشرات والبكتيريا والفطريات عبر قناة الأذن وإلحاق الضرر بطبلة الأذن.

وشمع الأذن هو حمضي بعض الشيء وله خصائص مضادة للبكتيريا. وبدون هذه المادة تصبح الأذن جافة و معرضة للعدوى الإنتانية (بالإنجليزية: Infection)، ومع ذلك فإن هذه المادة عند تراكمها أو عندما تصبح قاسية فإنها تسبب مشاكل صحية ومنها فقدان السمع (بالإنجليزية: Hearing Loss).

مِم يتكون شمع الأذن (الصملاخ)؟

يتكون شمع الأذن بشكل أساسي من طبقات من الجلد، ويحتوي على المكونات التالية:

  • الكيراتين.
  • أحماض دهنية ذات السلسلة الطويلة المشبعة وغير المشبعة.
  • مادة السكوالين (بالإنجليزية: Squalene).
  • مركبات الكحول.
  • مركبات الكوليسترول. 

ما هو لون وملمس شمع الأذن (الصملاخ)؟

غالباً ما يكون لون شمع الأذن برتقالياً كهرمانياً إلى بني فاتح ويكون ملمسه رطباً ولزجاً. وبالنسبة إلى بعض الناس يكون أكثر جفافاً وأفتح لوناً (أقرب ما يكون إلى اللون الأصفر أو الأبيض المائل إلى الصفرة).

وكقاعدة عامة فإن لون شمع الأذن له علاقة بعمره؛ حيث يميل شمع الأذن الأحدث إلى أن يكون أفتح لوناً ويصبح لونه أغمق كلما أصبح أقدم والتقط المزيد من المواد العالقة.

إضافة إلى ذلك فإن ملمس شمع الأذن قد يختلف اعتماداً على صحة الشخص وعِرقه. فقد لوحظ أن شمع الأذن الجاف شائع بين الأشخاص من أصل شرق آسيوي، أما شمع الأذن الرطب فهو شائع بين الناس من معظم الأعراق الأخرى.

بالنسبة لمعظم الناس الذين ينتجون كمية منتظمة من شمع الأذن فإنه يمكن للأذن إزالة الشمع بسهولة من تلقاء نفسها. ويحدث هذا بسرعات مختلفة مما يؤدي إلى ملامس متعددة ومختلفة لشمع الأذن.

وفيما يلي بعض دلالات ألوان أو ملامس شمع الأذن المختلفة:

  • شمع الأذن الأصفر ذو الملمس الناعم: يدل على شمع أذن حديث.
  • شمع الأذن الغامق وذو ملمس يشبه القطران: يدل على شمع أذن أقدم.
  • شمع الأذن القشاري والشاحب: يدل على شمع أذن أقدم انتقل إلى خارج الأذن.
  • شمع الأذن المخلوط بدم: يدل على خدش في الأذن أو خدش في قناة الأذن أو إصابة في الأذن أو أثر جانبي لإزالة الشمع.
  • شمع الأذن السائل والعكر: يدل على وجود عدوى إنتانية في الأذن.
  • شمع الأذن الأسود: يدل على تراكم شمع الأذن، أو وجود جسم غريب في الأذن، أو شمع الأذن المضغوط.

ما هي أعراض تراكم شمع الأذن (الصملاخ)؟ 

إذا تراكم شمع الأذن بشكل كبير وأصبح قاسياً فإنه من الممكن أن يشكل سدادة تسد الأذن. ويمكن أن يكون انسداد الأذن مؤلماً وقد يؤثر على السمع، ويعد تراكم شمع الأذن هو السبب الكامن وراء العديد من عيوب السمع.

تظهر أعراض انسداد الأذن الشمعي (بالإنجليزية: Earwax Blockage) على الشكل التالي:

  • ألم في الأذن.
  • عدوى إنتانية في الأذن.
  • حكة.
  • طنين في الأذن (بالإنجليزية: Tinnitus).
  • شعور بامتلاء الأذن.
  • دوار أو شعور بعدم التوازن الذي يمكن أن يؤدي إلى الدوخة أو الغثيان.
  • سعال بسبب الضغط الناتج عن الانسداد الذي يحفز عصباً في الأذن.

ما هي مسببات تراكم شمع الأذن (الصملاخ)؟

يميل كبار السن إلى مواجهة مشاكل في شمع الأذن أكثر من البالغين الأصغر سناً. وقد يعاني الأشخاص ذوي الشعر الخشن في الأذنين (خاصة الرجال) من المزيد من المشاكل. كما أن بعض الأشخاص قد يعانون من مشاكل في أذن واحدة فقط.

يجب أن يراقب مستخدمو أجهزة المساعدة على السمع تراكم شمع الأذن؛ وذلك لأن قالب جهاز المساعدة على السمع يعمل مثل السد على الأذن مما قد يمنع الشمع من الخروج من قناة الأذن.

يمكن أن تُسد الأذنين أيضاً في حال استخدام أدوات لتنظيف قناة الأذن لأنها تدفع شمع الأذن إلى أسفل قناة الأذن وتضغط عليها. وعند تراكم شمع الأذن فإنه يتصلب مما قد يؤدي إلى فقدان السمع بشكل مفاجىء أو ألم في الأذن.

وقد تدفع الأداة المستخدمة (مثل قطعة قطن أو مفتاح سيارة أو عود أسنان أو عود ثقاب أو رذاذ الماء عالي الضغط) شمع الأذن إلى أسفل قناة الأذن باتجاه طبلة الأذن (بالإنجليزية: Eardrum) مما قد يؤدي إلى حدوث ثقب فيها، بالإضافة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تلف العظام الصغيرة في الأذن الوسطى خلف طبلة الأذن، وليس ذلك فحسب، بل يمكن أن تتأذى الأذن الداخلية مما قد يتسبب في فقدان السمع الدائم. 

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لتراكم شمع الأذن (الصملاخ)؟

يعد بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم لمشاكل شمع الأذن، وهؤلاء الأشخاص هم:

  • الأشخاص الذين تكون قناة الأذن لديهم ضيقة أو غير مكتملة.
  • الأشخاص الذين لديهم قنوات أذن مشعرة جداً.
  • الأشخاص الذين يعانون من أورام عظمية حميدة في الجزء الخارجي من قناة الأذن.
  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية معينة مثل الأكزيما.
  • كبار السن (لأن شمع الأذن يصبح أكثر جفافاً وقسوة مع التقدم في العمر).
  • الأشخاص الذين يعانون من عدوى إنتانية متكررة في الأذن.
  • الأشخاص المصابون بالذئبة (بالإنجليزية: Lupus) أو متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjogren’s Syndrome).
  • الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعلم، إلا أن علاقة ذلك بمشاكل شمع الأذن غير واضحة. 

كيف يتم تنظيف الأذن من الشمع (الصملاخ) في المنزل؟ 

تعد القاعدة رقم واحد للعناية بالأذن هي ببساطة تركها وشأنها. لا ينبغي إدخال أي شيء في قناة الأذن لمحاولة إزالة شمع الأذن بما في ذلك الأصابع أو أعواد تنظيف الأذن أو أي أداة ذات رأس مدبب. إن وضع أي شيء في قناة الأذن لا يؤدي سوى إلى دفع الشمع بشكل أعمق مما قد يؤدي إلى انسدادها.

كما ينبغي تجنب استخدام الشموع في التنظيف والتي تتضمن إدخال أنبوب شمعي في الأذن وإشعاله. يدّعي البعض أن هذا يساعد على إزالة الصملاخ وتقليل الأعراض الأخرى لمشاكل الأذن، إلا أنه لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذا الإدعاء، إضافة إلى أن هذه الممارسة قد تؤدي إلى إصابات خطيرة ومنها الاحتراق.

لتنظيف الأذن بشكل آمن يتم غسل الأذنين برفق بالماء وصابون لطيف، مع ترك هذا الماء يشطف قناة الأذن لإزالة أي شمع قد سقط عن جدران القناة ومن الآمن شطف هذا الشمع لأنه قد أدى وظيفته. بعدها ينبغي مسح أي رطوبة زائدة أو شمع خارجي بمنشفة، وهذا هو كل التنظيف الذي يحتاجه معظم الناس.

إذا كانت الأذنين تنتج الكثير من الشمع فإن استعمال القطرات التي ترقق شمع الأذن هي الطريقة الآمنة الوحيدة التي تساعد على تنظيف قناة الأذن من الشمع الزائد في المنزل.

يقوم الشخص بإدخال بضع قطرات في قناة الأذن والسماح للسائل بالبقاء لبضعة دقائق لتفتيت شمع الأذن الزائد. وغالباً ما تحتوي هذه القطرات على بيروكسيد الهيدروجين أو الجليسرين.

بعد عدة أيام يتم وضع ماء دافىء في سرنجة ثم رشها داخل الأذن لشطفها ثم إمالة الرأس للسماح بتصريف السائل.

إذا لم يفلح ذلك ينبغي زيارة الطبيب لمناقشة الخيارات الأخرى.

يجب عدم استخدام أي قطرة أو شطف الأذن من قبل الأشخاص الذين يعانون من ثقب في طبلة الأذن أو أنبوب طبلة الأذن.

متى يتم اللجوء إلى الطبيب لتنظيف الأذنين من الشمع (الصملاخ)؟

إذا لم تنجح الطريقة المنزلية في تنظيف الأذن فإنه ينبغي اللجوء إلى الطبيب. يقوم الطبيب باستخدام أداة طبية تسمى منظار الأذن (بالإنجليزية: Auriscope أو Otoscope) لفحص الأذن والتحقق من تراكم شمع الأذن.

عادة ما يسقط شمع الأذن من تلقاء نفسه ولا تعتبر إزالته ضرورية إلا إذا سبب شمع الأذن انسداداً مسبباً للألم أو فقدان السمع، وهناك عدة طرق لذلك منها:

  • قطرات الأذن: وتعمل هذه القطرات التي يصفها الطبيب على تليين الشمع وتسهيل إزالته. عادة ما يلين الشمع في غضون أيام قليلة ويخرج من تلقاء نفسه، في حال وجود ثقب في طبلة الأذن أو عدوى إنتانية نشطة فإنه ينبغي عدم استخدام هذه القطرات.
  • إرواء الأذن: إذا لم تنجح قطرات الأذن فقد يوصي الطبيب بإجراء ما يعرف باسم إرواء الأذن (بالإنجليزية: Ear Irrigation). يقوم الطبيب بضخ ماء بتدفق عالي الضغط إلى قناة الأذن لفتحها وإزالة الانسداد.

كان الأطباء في الماضي يستخدمون سرنجة معدنية لإرواء الأذنين ولكن ذلك كان ينطوي على خطر ضئيل لحصول تلف. أما الآن فتوجد أجهزة إلكترونية للأذن تقوم برش الماء في قناة الأذن بدرجة حرارة الجسم بتدفق معين. يتم التحكم في الضغط الأولي عند أدنى مستوى ممكن. وقد يكون من الضروري تثبيت الأذن بزوايا مختلفة لضمان وصول السائل الى كل جزء من قناة الأذن.

إذا كان شمع الأذن منحشراً بشكل كبير فقد يحتاج الطبيب إلى النظر داخل الأذن باستخدام منظار الأذن عدة مرات أثناء عملية الإرواء. وفي حال لم ينجح الإرواء في إزالة شمع الأذن فقد يحتاج الشخص إلى مواصلة تليين الشمع بواسطة قطرات الأذن ثم إعادة الإرواء.

ما هي الحالات التي لا يكون فيها الإرواء مناسباً لتنظيف الأذن من الشمع (الصملاخ)؟

إن عملية إرواء الأذن ليست مناسبة للجميع، وتالياً بعض العوامل التي تجعل هذا الإجراء غير مناسباً:

  • خضوع الشخص لعملية جراحية في الأذن خلال الاثني عشر شهراً الماضية.
  • وجود جسم غريب (غير شمع الأذن) يسد قناة الأذن.
  • ولادة الشخص بحنك مشقوق (بالإنجليزية: Cleft Palate).
  • وجود ثقب في طبلة الأذن، أو أن الشخص قد عانى من ثقب خلال الاثني عشر شهراً الماضية.
  • وجود عدوى إنتانية أو التهاب في الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis Media).
  • خروج إفرازات مخاطية من الأذن؛ مما قد يعني وجود ثقب لم يتم تشخيصه.
  • وجود أنبوب فغر الطبلة (بالإنجليزية: Tympanostomy Tube أو Grommet) لدى الطفل، وهو أنبوب صغير يقوم الطبيب بإدخاله للسماح بتهوية الأذن الوسطى.
  • حصول أي مشاكل للشخص مثل دوار أو ألم شديدين بعد إجراء الإرواء حينها يجب على الشخص عدم اجراؤه مرة أخرى.

وأخيراً نقول أن لون وملمس شمع الأذن الطبيعيين يمكن أن يختلفان بشكل كبير. وأن الأذن تقوم بتنظيف نفسها بنفسها ولذا فإن أفضل طريقة لرعايتها هي بتركها وعدم العبث بها. 

ولكن في حال حصول تراكم للكثير من شمع الأذن في قناة الأذن فإن ذلك قد يسبب انسداداً ويعرض الشخص إلى فقدان جزئي للسمع ومضاعفات أخرى.

لذا فإنه يجب على الشخص الذي يعاني من انسداد ناتج عن شمع الأذن أو يعتقد أن أذنيه تنتجان كميات كبيرة منه أن يلجأ إلى الطبيب للحصول على إرشادات العناية بأذنيه.