تفرز الغدد الدهنية الموجودة في الجزء الخارجي من قناة الأذن (بالإنجليزية: Ear Canal) مادة شمعية تعرف باسم الصملاخ (بالإنجليزية: Cerumen أو Earwax)، ويعد وجود شمع الأذن (الصملاخ) داخل قناة الأذن أمراً طبيعياً وليس علامة على سوء النظافة.
تقوم الأذن عادة بتنظيف نفسها باستمرار عبر دفع شمع الأذن وما علق به ببطء إلى خارج فتحة الأذن، وتحدث هذه العملية دون إدراك من الشخص في معظم الأحيان.
يساعد شمع الأذن في الحفاظ على الأذنين بصحة جيدة ويعمل على ترطيب وتنظيف وحماية البطانة الداخلية لقناة الأذن، ويقوم بذلك عن طريق صدّ الماء ومنع دخول الغبار والأوساخ والمواد الأخرى إلى داخل قناة الأذن. كما يساعد شمع الأذن في الحفاظ على توازن الأحماض في قناة الأذن ويحمي الأذن من الإصابة بالالتهابات والعدوى عبر ضمان عدم دخول الحشرات والبكتيريا والفطريات عبر قناة الأذن وإلحاق الضرر بطبلة الأذن.
وشمع الأذن هو حمضي بعض الشيء وله خصائص مضادة للبكتيريا. وبدون هذه المادة تصبح الأذن جافة و معرضة للعدوى الإنتانية (بالإنجليزية: Infection)، ومع ذلك فإن هذه المادة عند تراكمها أو عندما تصبح قاسية فإنها تسبب مشاكل صحية ومنها فقدان السمع (بالإنجليزية: Hearing Loss).
يتكون شمع الأذن بشكل أساسي من طبقات من الجلد، ويحتوي على المكونات التالية:
غالباً ما يكون لون شمع الأذن برتقالياً كهرمانياً إلى بني فاتح ويكون ملمسه رطباً ولزجاً. وبالنسبة إلى بعض الناس يكون أكثر جفافاً وأفتح لوناً (أقرب ما يكون إلى اللون الأصفر أو الأبيض المائل إلى الصفرة).
وكقاعدة عامة فإن لون شمع الأذن له علاقة بعمره؛ حيث يميل شمع الأذن الأحدث إلى أن يكون أفتح لوناً ويصبح لونه أغمق كلما أصبح أقدم والتقط المزيد من المواد العالقة.
إضافة إلى ذلك فإن ملمس شمع الأذن قد يختلف اعتماداً على صحة الشخص وعِرقه. فقد لوحظ أن شمع الأذن الجاف شائع بين الأشخاص من أصل شرق آسيوي، أما شمع الأذن الرطب فهو شائع بين الناس من معظم الأعراق الأخرى.
بالنسبة لمعظم الناس الذين ينتجون كمية منتظمة من شمع الأذن فإنه يمكن للأذن إزالة الشمع بسهولة من تلقاء نفسها. ويحدث هذا بسرعات مختلفة مما يؤدي إلى ملامس متعددة ومختلفة لشمع الأذن.
وفيما يلي بعض دلالات ألوان أو ملامس شمع الأذن المختلفة:
إذا تراكم شمع الأذن بشكل كبير وأصبح قاسياً فإنه من الممكن أن يشكل سدادة تسد الأذن. ويمكن أن يكون انسداد الأذن مؤلماً وقد يؤثر على السمع، ويعد تراكم شمع الأذن هو السبب الكامن وراء العديد من عيوب السمع.
تظهر أعراض انسداد الأذن الشمعي (بالإنجليزية: Earwax Blockage) على الشكل التالي:
يميل كبار السن إلى مواجهة مشاكل في شمع الأذن أكثر من البالغين الأصغر سناً. وقد يعاني الأشخاص ذوي الشعر الخشن في الأذنين (خاصة الرجال) من المزيد من المشاكل. كما أن بعض الأشخاص قد يعانون من مشاكل في أذن واحدة فقط.
يجب أن يراقب مستخدمو أجهزة المساعدة على السمع تراكم شمع الأذن؛ وذلك لأن قالب جهاز المساعدة على السمع يعمل مثل السد على الأذن مما قد يمنع الشمع من الخروج من قناة الأذن.
يمكن أن تُسد الأذنين أيضاً في حال استخدام أدوات لتنظيف قناة الأذن لأنها تدفع شمع الأذن إلى أسفل قناة الأذن وتضغط عليها. وعند تراكم شمع الأذن فإنه يتصلب مما قد يؤدي إلى فقدان السمع بشكل مفاجىء أو ألم في الأذن.
وقد تدفع الأداة المستخدمة (مثل قطعة قطن أو مفتاح سيارة أو عود أسنان أو عود ثقاب أو رذاذ الماء عالي الضغط) شمع الأذن إلى أسفل قناة الأذن باتجاه طبلة الأذن (بالإنجليزية: Eardrum) مما قد يؤدي إلى حدوث ثقب فيها، بالإضافة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تلف العظام الصغيرة في الأذن الوسطى خلف طبلة الأذن، وليس ذلك فحسب، بل يمكن أن تتأذى الأذن الداخلية مما قد يتسبب في فقدان السمع الدائم.
يعد بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم لمشاكل شمع الأذن، وهؤلاء الأشخاص هم:
تعد القاعدة رقم واحد للعناية بالأذن هي ببساطة تركها وشأنها. لا ينبغي إدخال أي شيء في قناة الأذن لمحاولة إزالة شمع الأذن بما في ذلك الأصابع أو أعواد تنظيف الأذن أو أي أداة ذات رأس مدبب. إن وضع أي شيء في قناة الأذن لا يؤدي سوى إلى دفع الشمع بشكل أعمق مما قد يؤدي إلى انسدادها.
كما ينبغي تجنب استخدام الشموع في التنظيف والتي تتضمن إدخال أنبوب شمعي في الأذن وإشعاله. يدّعي البعض أن هذا يساعد على إزالة الصملاخ وتقليل الأعراض الأخرى لمشاكل الأذن، إلا أنه لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذا الإدعاء، إضافة إلى أن هذه الممارسة قد تؤدي إلى إصابات خطيرة ومنها الاحتراق.
لتنظيف الأذن بشكل آمن يتم غسل الأذنين برفق بالماء وصابون لطيف، مع ترك هذا الماء يشطف قناة الأذن لإزالة أي شمع قد سقط عن جدران القناة ومن الآمن شطف هذا الشمع لأنه قد أدى وظيفته. بعدها ينبغي مسح أي رطوبة زائدة أو شمع خارجي بمنشفة، وهذا هو كل التنظيف الذي يحتاجه معظم الناس.
إذا كانت الأذنين تنتج الكثير من الشمع فإن استعمال القطرات التي ترقق شمع الأذن هي الطريقة الآمنة الوحيدة التي تساعد على تنظيف قناة الأذن من الشمع الزائد في المنزل.
يقوم الشخص بإدخال بضع قطرات في قناة الأذن والسماح للسائل بالبقاء لبضعة دقائق لتفتيت شمع الأذن الزائد. وغالباً ما تحتوي هذه القطرات على بيروكسيد الهيدروجين أو الجليسرين.
بعد عدة أيام يتم وضع ماء دافىء في سرنجة ثم رشها داخل الأذن لشطفها ثم إمالة الرأس للسماح بتصريف السائل.
إذا لم يفلح ذلك ينبغي زيارة الطبيب لمناقشة الخيارات الأخرى.
يجب عدم استخدام أي قطرة أو شطف الأذن من قبل الأشخاص الذين يعانون من ثقب في طبلة الأذن أو أنبوب طبلة الأذن.
إذا لم تنجح الطريقة المنزلية في تنظيف الأذن فإنه ينبغي اللجوء إلى الطبيب. يقوم الطبيب باستخدام أداة طبية تسمى منظار الأذن (بالإنجليزية: Auriscope أو Otoscope) لفحص الأذن والتحقق من تراكم شمع الأذن.
عادة ما يسقط شمع الأذن من تلقاء نفسه ولا تعتبر إزالته ضرورية إلا إذا سبب شمع الأذن انسداداً مسبباً للألم أو فقدان السمع، وهناك عدة طرق لذلك منها:
كان الأطباء في الماضي يستخدمون سرنجة معدنية لإرواء الأذنين ولكن ذلك كان ينطوي على خطر ضئيل لحصول تلف. أما الآن فتوجد أجهزة إلكترونية للأذن تقوم برش الماء في قناة الأذن بدرجة حرارة الجسم بتدفق معين. يتم التحكم في الضغط الأولي عند أدنى مستوى ممكن. وقد يكون من الضروري تثبيت الأذن بزوايا مختلفة لضمان وصول السائل الى كل جزء من قناة الأذن.
إذا كان شمع الأذن منحشراً بشكل كبير فقد يحتاج الطبيب إلى النظر داخل الأذن باستخدام منظار الأذن عدة مرات أثناء عملية الإرواء. وفي حال لم ينجح الإرواء في إزالة شمع الأذن فقد يحتاج الشخص إلى مواصلة تليين الشمع بواسطة قطرات الأذن ثم إعادة الإرواء.
إن عملية إرواء الأذن ليست مناسبة للجميع، وتالياً بعض العوامل التي تجعل هذا الإجراء غير مناسباً:
وأخيراً نقول أن لون وملمس شمع الأذن الطبيعيين يمكن أن يختلفان بشكل كبير. وأن الأذن تقوم بتنظيف نفسها بنفسها ولذا فإن أفضل طريقة لرعايتها هي بتركها وعدم العبث بها.
ولكن في حال حصول تراكم للكثير من شمع الأذن في قناة الأذن فإن ذلك قد يسبب انسداداً ويعرض الشخص إلى فقدان جزئي للسمع ومضاعفات أخرى.
لذا فإنه يجب على الشخص الذي يعاني من انسداد ناتج عن شمع الأذن أو يعتقد أن أذنيه تنتجان كميات كبيرة منه أن يلجأ إلى الطبيب للحصول على إرشادات العناية بأذنيه.