استخدام الرسم لمحاربة القلق والتوتر

استخدام الرسم لمحاربة القلق والتوتر

استخدام الرسم لمحاربة القلق والتوتر

يقوم جميع الناس بالرسم أو الخربشة أثناء اللحظات العصيبة، ربما أثناء إجراء مكالمة هاتفية مقلقة، أو في انتظار موعد هام. وعلى الرغم من أن الناس لا يدركون ذلك، إلا أنهم يستخدمون شكلاً بسيطاً من أشكال العلاج بالفن (بالإنجليزية: Art Therapy).

يشير مصطلح العلاج بالفن إلى أي استخدام للفن لغرض علاجي، بما في ذلك تخفيف القلق (بالإنجليزية: Anxiety). وتشير النظرية الكامنة وراء العلاج بالفن إلى أن الرسم، والتلوين، والنحت يمكن أن يساعد الأشخاص على ضبط مشاعرهم السلبية، أو التعبير عن المشاعر المؤلمة أو الصعبة التي قد يجدون صعوبة في التعبير عنها بالكلمات.

وهناك العديد من أنواع العلاج بالفن لمحاربة القلق والتوتر، والتي تتضمن بعض الأنشطة البسيطة التالية:

  • الرسم العبثي او الخربشة لمحاربة القلق والتوتر
  • رسم الماندالا لمحاربة القلق والتوتر
  • الرسم لمحاربة القلق والتوتر
  • التلوين لمحاربة القلق والتوتر
  • الرسم لمحاربة القلق يخفض هرمون التوتر
  • الرسم لمحاربة القلق يحفز اليقظة الذهنية
  • الرسم لمحاربة القلق يمنع اجترار الافكار

الرسم العبثي او الخربشة لمحاربة القلق والتوتر

يعد الرسم العبثي أو الخربشة على بساطتها نوع من أنواع العلاج بالفن، وتعد عملية الخربشة بحد ذاتها هي المفيدة بغض النظر عن الشيء الذي تم رسمه أو خربشته، لذا فإنه لا يوجد قواعد معينة لهذا الأمر. يمكن أن يساعد أي شيء يرسمه أو يخربشه الشخص في التعبير عن مشاعره والتأقلم مع اللحظة التي يعيشها. (3)

رسم الماندالا لمحاربة القلق والتوتر

الماندالا هو تصميم هندسي دائري يستخدم على نطاق واسع في عملية التأمل. وقد أجريت دراسة حول أثر رسم الماندالا على القلق واضطراب ما بعد الصدمة، حيث تم تقسيم 36 مشاركاً في الدراسة إلى مجموعتين: 

  • المجموعة الأولى: قاموا برسم الماندالا الخاصة بهم باستخدام الرموز التي تمثل مشاعرهم وعواطفهم المتعلقة بالصدمة التي تعرضوا لها، لمدة ثلاثة أيام متتالية، ولمدة 20 دقيقة في كل مرة.
  • المجموعة الثانية: طلب منهم رسم كائن أو شيء محدد لنفس الفترة الزمنية.

وقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين رسموا الماندالا انخفضت لديهم مستويات القلق وأعراض الصدمة خلال شهر واحد من المتابعة، في حين أن أولئك الذين رسموا شيئاً آخر لم تخف لديهم أعراض الصدمة. 

 

الرسم لمحاربة القلق والتوتر

يمكن استخدام الرسومات أو التصميمات الكبيرة كأداة للتخفيف من القلق أو التوتر. لذا، ينصح الأشخاص الذين يلجأون إلى الرسم لمحاربة القلق بأن يكون لديهم مساحات إبداعية واسعة مثل الكراسات الكبيرة، أو اللوحات الكبيرة، أو حتى مجموعة كبيرة من الأوراق.

ويمكن أن تساعد الرسوم العبثية أو الخربشات أو الخطوط البسيطة على البدء برسومات أكبر دون قضاء الكثير من الوقت في التفكير فيما يرغب الشخص برسمه.

وقد يلاحظ البعض أن الرسومات تتخذ شكلاً يعكس أفكار الشخص الذي يشعر بالقلق، فقد يجد الشخص الذي يشعر بأنه محاصر في وظيفة أو علاقة ويخشى النتائج المحتملة، بأنه يرسم الصناديق، أو الأقفاص، أو الأبواب المغلقة. 

 

التلوين لمحاربة القلق والتوتر

أجرى الباحثان رينيه فان دير فينيت، وسوزان سيريس دراسة حول أثر التلوين على القلق. وقد قام الباحثان بقياس مستويات القلق لدى 50 شخصاً، ومن ثم إثارة القلق لديهم من خلال مطالبتهم بالكتابة عن حادثة مخيفة مروا بها لمدة أربع دقائق، ثم قاموا بتقييم مستويات القلق لديهم مرة أخرى. وبعدها قام الباحثان بتقسيم هؤلاء الأشخاص إلى ثلاث مجموعات: 

  • المجموعة الأولى: قاموا بتلوين رسومات ماندالا جاهزة.
  • المجموعة الثانية: قاموا بتلوين تصميم منقوش.
  • المجموعة الثالثة: قاموا بالرسم الحر على ورق فارغ. 

وقد نفذت كل مجموعة النشاط المطلوب لمدة 20 دقيقة باستخدام ستة أقلام ملونة.

وقد وجد الباحثون انخفاضاً كبيراً في مستويات القلق في مجموعات التلوين، ولاحظوا أن أولئك الذين طلب منهم الرسم الحر بدا وكأنهم يتوقفون للتفكير فيما يجب رسمه، بسبب وجود الكثير من الخيارات مع الرسم الحر. وفي بعض الأحيان، قد يكون وجود الكثير من الخيارات أمراً مرهقاً في حد ذاته، حتى لو كان الاختيار غير مهماً. 

وبعد الحديث عن أنواع العلاج بالفن لمحاربة القلق، يبقى السؤال هنا هو ما هي الآلية التي يساعد بها الفن في التخفيف من القلق؟

 

الرسم لمحاربة القلق يخفض هرمون التوتر

وجدت دراسة أجريت عام 2016 على 39 من الطلاب الجامعيين، والموظفين، وأعضاء هيئة التدريس الذين طلب منهم أن يقوموا بالرسم، أن مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) كانت أقل لدى 75 % من المشاركين، وذلك بعد قياس مستوى الهرمون في لعابهم. وقد كانت هذه النتيجة بغض النظر عما إذا كان الرسم احترافياً أم مجرد خربشة. 

الرسم لمحاربة القلق يحفز اليقظة الذهنية

تشير اليقظة الذهنية إلى قدرة الشخص على البقاء حاضراً، ومشاركاً، ومتناغماً مع أفكاره وعواطفه وأحاسيسه.

قد تظهر الأفكار المشتتة وغير المفيدة في وعي الشخص أثناء الرسم أو التلوين. ومع ذلك، يبقى انتباهه متركزاً على العمل الفني. فهو  يركز على حركة يديه عبر الصفحة، ونسيج الورقة، وسطوع أي ألوان يضيفها، وبالتالي يؤدي عدم التفاعل مع المشاعر السلبية إلى اختفائها.

كما توفر العملية الإبداعية أيضاً فرصة للتفكير الذي يمكن أن يؤدي إلى الاهتداء إلى مصدر الأفكار المقلقة، وهي خطوة أساسية في حل هذه المحفزات التي تسبب القلق.

 

الرسم لمحاربة القلق يمنع اجترار الافكار

غالباً ما ينطوي القلق على اجترار الأفكار، والتي تعرف باسم الأفكار المتكررة الملتفة (بالإنجليزية: Repetitive Looping Thoughts). ويؤدي الالتفاف حول نفس الأفكار غالباً إلى زيادة التوتر. ويوفر الرسم، أو الخربشة، أو التلوين طريقة لتثبيط هذه الأفكار، والحصول على بعض السلام من سباق الأفكار المقلقة. 

 

وأخيراً، فإن العلاج بالفن يمكن أن يوفر مفتاحاً مهماً لفهم التعبير والتجارب العاطفية. ويمكن أن تكون أساليب الرسم والتلوين وغيرها من أساليب العلاج بالفن بمثابة أدوات مفيدة لتعامل الشخص مع أعراض القلق لديه.

ومع ذلك، يقدم العديد من المعالجين العلاج بالفن كجزء من نهج مشترك بدلاً من العلاج المستقل. فقد لا يخفف العلاج بالفن وحده من القلق الخطير أو المستمر.