يوجد خلف الأذن غدد ليمفاوية تقع في منطقة التقاء العضلة القصية الترقوية الخشائية وعظمة الخشاء (بالانجليزية: mastoid process). وظيفة الغدد الليمفاوية خلف الأذن هو جمع السائل الليمفي الناتج عن الخلايا في منطقة الرقبة من الخلف، والأذن، والأذن الخارجية. والسائل الليمفاوي هو عبارة عن نتاج هذه الخلايا من مخلفات، إضافة إلى أي عدوى موجودة، حيث يجتمع هذا السائل الليمفي في العقد أو الغدد الليمفاوية للقضاء على العدوى ثم يصب الجهاز الليمفي في الجهاز الوريدي في الجسم لينتهي الأمر بتصفية المخلفات الناتجة عن الجسم والتخلص منها.
يوجد في جسم الانسان ما يقارب الـ 600 عقدة ليمفاوية، منتشرة في كامل الجسم. ولكن يمكن فحص العقد السطحية منها مثل العقد أسفل الحنك، وتحت الابط، وفي المنطقة الإربية أي بالقرب من الأعضاء التناسلية. وأمراض الغدد الليمفاوية واسعة، يمكن تقسيمها إلى أمراض الغدد الليمفاوية المنتشرة والتي تشمل الغدد الليمفاوية في كل الجسم، وأمراض الغدد الليمفاوية المحددة بمكان واحد وهو ما نتحدث عنه بشكل خاص في إلتهاب الغدد الليمفاوية خلف الأذن.
تكون الغدد الليمفاوية صغيرة الحجم وغير محسوسة عادة ولكن يمكن أن تتورم لأسباب عديدة أهمها هو وجود التهاب في المناطق التي يتم تصفية المخلفات منها. ومن أسباب إلتهاب الغدد الليمفاوية خلف الأذن:
والعدوى يمكن أن تكون في كل الجسم وتشمل تورم الغدد الليمفاوية خلف الأذن كما في كل من:
والخشاء هو المنطقة الموجود خلف الأذن، فهي الجزء السفلي من العظم الصدغي. حيث يوجد داخل الخشاء تجاويف هوائية تتصل مع الأذن الوسطى. حدوث إلتهاب في الأذن الوسطى يمكن أن يرافقه حدوث إلتهاب في الخشاء. ويتميز بارتفاع درجة الحرارة، والألم الشديد خلف الأذن مع تأثر السمع.
والتهاب الأذن الوسطى المزمن "القيحي" يرافقه حدوث إلتهاب الخشاء بشكل أكبر، حيث يحدث التهاب في العظم وما حول العظم ثم تآكل في العظم. ومن مضاعفات التهاب الخشاء المزمن تكون الورم الصفراوي (بالانجليزية: Cholesteatomas).
يحدث الخراج أو تجمع القبح نتيجة وجود عدوى في المنطقة، يمكن أن تكون من التهاب في الجلد أو مضاعفة لالتهاب الخشاء. وتكون الخراج يؤدي إلى ألم شديد في المنطقة مع تورم واحمرار.
إلتهاب الأذن الوسطى هو الأكثر شيوعاً ويحدث نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية. وعند وجود التهاب سواء في الأذن الوسطى أو الخارجية يرافق ذلك تورم والتهاب في الغدد الليمفاوية خلف الأذن. تشخيص إلتهاب الأذن الوسطى يحتاج للفحص السريري باستخدام منظار الأذن لرؤية حالة الطبلة، ويحدث التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال بشكل أكبر لمجموعة من العوامل أهمها أن التركيب التشريحية الأذن خلال فترة الطفولة يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى حيث تنتقل لها من الحلق.
وتعالج حسب المسبب، في حال كان التهاب بكتيري يستخدم المضاد الحيوي، وتستخدم مضادات الاحتقان وأدوية الحساسية لمساعدة الأذن على التهوية وتقليل تورم الأنسجة.
يمكن أن يتكون الكيس الدهني في أي مكان في الجسم يحتوي على غدد دهنية تقوم بإفراز الدهون والزيوت لترطيب البشرة. وانغلاق القناة المتصلة بالغدة الدهنية لأي سبب كان يمكن أن يسبب تراكم لهذا الدهن على شكل كيس يزداد بشكل تدريجي مع الوقت، ولا تسبب الألم إلا في حال كانت قريبة من عصب.
يتميز تورم الغدد الليمفاوية بسبب السرطان الليمفاوي أو سرطان الدم بأن الغدد تكون صلبة، ثابتة وملتصقة بما حولها من أنسجة، غير مؤلمة، ويزداد حجمها ولا يقل. إضافة إلى وجود أعراض أخرى مثل التعرق الليلي، وارتفاع حرارة الجسم، وانخفاض الوزن غير المبرر، مع فقر الدم وزيادة القابلية للعدوى وغيرها من الأعراض.
الغدد الليمفاوية هي المسؤولة عن حماية الجسم من العدوى، وهذه وظيفة جميع الأنسجة اللمفاوية في الجسم التي تشمل اللوزتين واللحمية، وبالتالي يزداد حجمها خلال مرحلة الطفولة ومن ثم تتقلص وتصبح أقل عندما يصل الطفل إلى مرحلة المراهقة.
وعانى أغلب الأطفال إن لم يكن جميعهم من التهاب الغدد الليمفاوية في مرحلة ما من حياتهم، حيث كان ذلك مرافق لالتهاب الأذن، أو الحلق، أو الجلد. وما تلبث أن تتعافى وتعود إلى وضعها الطبيعي فور تعافي العدوى. وتعتبر الأسباب المؤدية لالتهاب الغدد الليمفاوية في الأطفال نفسها الموجودة في البالغين، مع ملاحظة أن الأطفال أكثر قابلية لالتقاط العدوى.
أعراض التهاب الغدد الليمفاوية تشمل:
ويمكن أن يرافق هذه الاعراض الموضعية لالتهاب الغدد الليمفاوية خلف الأذن أعراض أخرى مثل:
يعتمد علاج التهاب الغدد الليمفاوية خلف الأذن على علاج السبب المؤدي إلى التهابها. ففي حالات عديدة يمكن أن تتورم نتيجة سبب غير معروف وتعود إلى حجمها الطبيعي خلال أسبوعين دون الحاجة إلى علاج. ولكن في حالات أخرى يكون علاج السبب مهم وفعال جداً، مثل علاج التهاب الحلق، والتهاب الأذن الوسطى، والخراج، والتهاب الخشاء باستخدام مضاد حيوي في حال شخص الطبيب المسبب بأنه بكتيري.
وجود الخراج يمكن أن يحتاج تدخل جراحي موضعي لتفريغ القيح وتسريع الشفاء. كما يحتاج الورم الصفراوي الناتج عن إلتهاب الخشاء المزمن إلى التدخل الجراحي، وأحياناً يحتاج إلى تدخل جراحي متكرر.
الورم الدهني لا يحتاج إلى علاج ما دام لا يسبب ألم إلا إذا رغب المريض في إزالته، لكونه ورم حميد ليس له أي تبعات سيئة.
وعلاج التورم بسبب السرطان يحتاج إلى علاج كيماوي ويمكن علاج إشعاعي للتخلص من الورم الخبيث، بعدها تعود الغدد إلى حجمها الطبيعي.