كثيرا ما يتم توجيه أسئله حول السوائل خلف طبلة الأذن ( وجود السوائل في الأذن الوسطى ) ولقد حاولت تبسيط الموضوع هنا ليتمكن الجميع من فهم هذا الموضوع حيث إن عدد كبير من الأشخاص قد يتعرض لذلك خاصه الأطفال الذين قد يعاني ثلثهم من هذه الحالة وغالباً قبل عمر السادسة.
أسباب تجمع السوائل في الأذن الوسطى كثيرة و أغلبها يعود إلى إنغلاق ( قناة إستاكيوس ) الواصلة بين الأذن الوسطى و الأنف و التي تكون في الوضع الطبيعي مغلقة و تفتح مع البلع حيث ان هناك عضلات متصلة بهذه القناة ( قناة إستاكيوس ) تنقبض أثناء البلع وبالتالي تؤدي إلى فتح القناة.
فتح القناة وإغلاقها بشكل متكرر يؤدي إلى تهوية الأذن الوسطى وإخراج السوائل ومساواة الضغط بين الأذن الوسطى و البيئة الخارجية المحيطة و هذا الأمر ضروري للحفاظ على الوظيفة الطبيعية للأذن الوسطى .
وإن إنغلاق هذه القناة ينعكس على الأذن الوسطى بحيث يتكون ضغط سلبي داخل الأذن والذي بدوره يؤدي إلى ترشح السوائل داخل الأذن الوسطى وهذا ما يسمى وجود سوائل خلف طبلة الأذن أو وجود سوائل في الأذن الوسطى .
وأسباب إنغلاق ( قناة إستاكيوس ) متعدده منها تضخم الناميات خلف الأنفيه ، إلتهابات الأنف ، وجود كتلة في المنطقة خلف الأنفي تحسس الأنف و إنتفاخ الأغشيه الطلائية المبطنة للأنف و القناة و الأذن الوسطى و غيرها .
و من أهم الأعراض لوجود السوائل في الأذن الوسطى و التي من أجلها عيادة الأنف و الأذن و الحنجرة، ضعف السمع التوصيلي، إلتهابات الأذن الوسطى المتكررة .
يتم التشخيص عن طريق الفحص السريري و قياس ضغط الأذن الوسطى .
العلاج يتم بواسطة علاج السبب المؤدي إلى ذلك أي علاج الالتهابات إذا كانت هي السبب أو التحسس أو إزالة الناميات خلف الأنفية أو إزالة أي كتلة في هذه المنطقة و وضع أنبوبة تهوية (مصنوعة من ماده لا تسبب تهيج الأنسجة) في طبلة الأذن تساعد على خروج السوائل بشكل تدريجي وتحسن تهوية الأذن الوسطى وتخرج هذه الأنبوبة تلقائيا بعد فترة تصل إلى عام أو أكثر بعد أن يلتئم مكانها في طبلة الأذن .
ولا يتم اللجوء إلى العملية الجراحية مباشرة إلا بعد أن نقوم بالعلاج الدوائي والمتابعة .
إذا لم يتم العلاج فإن ذلك قد يؤدي إلى تأخر النطق و صعوبات التعلم و ثقب الطبلة التلقائي والذي قد يؤدي إلى إلتهاب مزمن في الأذن الوسطى أو إلى إلتصاقات الأذن الوسطى أو إلى تكوين كتلة كوليسترولية في الأذن الوسطى.