الجلوكوما (بالانجليزية: Glaucoma)، أو زرق العين، هي مجموعة من الاضطرابات التي تصيب العين وتؤدي إلى إلحاق الضرر بالعصب البصري الذي ينقل المعلومات من العين إلى الدماغ، وغالباً ما ترتبط بارتفاع الضغط داخل العين، إلا أنها في بعض الأحيان تحدث على الرغم من أنّ ضغط العين طبيعي.
تؤدي الجلوكوما في حال عدم علاجها إلى خسارة القدرة على الإبصار في أطراف العين، ثم مع تطور المرض يمكن أن تسبب العمى، حيث تعد الجلوكوما المسبب الرئيسي الثاني للعمى عالمياً بعد اعتام عدسة العين (بالانجليزية: Cataract)، ويتضمن علاج الجلوكوما ما يلي:
يتضمن العلاج الدوائي استعمال قطرات العيون، وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى بعض أنواع الأدوية الفموية، إلا أنّ قطرات العيون هي الخيار الأول لعلاج الجلوكوما في أغلب الحالات. يتضمن العلاج الدوائي ما يلي:
مشابهات البروستاجلاندين (بالانجليزية: Prostaglandin analogs) هي نوع من قطرات العيون تعمل على زيادة تصريف السوائل خارج العين، عن طريق إرخاء عضلات التراكيب الداخلية للعين، مما يقلل من الضغط داخلها، ويشمل دواء البيماتوبروست (بالانجليزية: Bimatoprost)، واللاتانوبروست (بالانجليزية: Latanoprost)، والتافلوبروست (بالانجليزية: Tafluprost)، وغيرها، وتتضمن الأعراض الجانبية لهذا النوع ما يلي:
تقوم قطرات حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) بالتقليل من كمية السوائل التي تفرزها العين مما يقلل من الضغط داخلها، وتشمل دواء التيمولول (بالانجليزية: Timolol)، والبيتاكسولول (بالانجليزية: Betaxolol).
تتضمن الأعراض الجانبية لقطرات حاصرات بيتا ما يلي:
قد تسبب قطرات حاصرات بيتا مشاكل صحية عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، أو أمراض الرئة، أو مرض السكري، أو الاكتئاب، وغيرها، لذلك من الضروري مناقشة التاريخ الطبي للمريض قبل البدء باستعمال هذا النوع.
يمكن التقليل من أعراض قطرات حاصرات بيتا عن طريق إبقاء العين مغلقة مباشرة بعد التقطير.
يساعد هذا النوع من القطرات، والتي تعرف أيضاً بناهضات ألفا (بالانجليزية: Alpha agonists) على زيادة تصريف السوائل خارج العين بالإضافة إلى التقليل من كمية السوائل التي تفرزها العين، ويشمل دواء الأبراكلوندين (بالانجليزية: Apraclonidine)، والبريموندين (بالانجليزية: Brimonidine).
تتضمن الأعراض الجانبية لهذا النوع ما يلي:
ينبغي تجنب القيادة أو استعمال الآلات الثقيلة عند استعمال هذا النوع من القطرات في حال كانت تسبب الدوار والتعب.
تقلل قطرات مثبطات الأنهيدراز الكربوني (Carbonic anhydrase inhibitors) من كمية السوائل التي تنتجها العين، مما يقلل من الضغط داخلها، ويشمل دواء البرينزولمايد (بالاإنجليزية: Brinzolamide)، والدروزولميد (بالانجليزية: Dorzolamide).
لا يستعمل هذا النوع من القطرات لوحدها بكثرة، وتتضمن الأعراض الجانبية المحتملة ما يلي:
تتوفر مثبطات الأنهيدراز الكربوني على شكل حبوب لعلاج الجلوكوما، والتي تستعمل بالعادة عندما لا تعطي قطرات العيون استجابة كافية للتحكم بضغط العين، حيث تقوم هذه الحبوب بالتقليل من إنتاج السوائل في العين أيضاً، وتشمل دواء الاسيتازولاميد (بالانجليزية: Acetazolamide)، والميثازولاميد (بالانجليزية: Methazolamide).
تتضمن الأعراض الجانبية لهذا النوع من الحبوب ما يلي:
تؤدي القطرات القابضة للحدقة (بالإنجليزية: Miotics) إلى انقباض حدقة العين، مما يزيد من تصريف السوائل خارجها والتقليل من ضغط العين، وتشمل دواء البيلوكاربين (بالانجليزية: Pilocarpine)، والكارباكول (بالانجليزية: Carbachol).
نادراً ما يستعمل هذا النوع من القطرات في علاج الجلوكوما، وتتضمن أعراضه الجانبية ما يلي:
في بعض الحالات النادرة، قد تتسبب القطرات القابضة للحدقة بانفصال شبكية العين، مما يؤدي إلى ظهور نقط سوداء، أو ومضات ضوئية في البصر. ينبغي مراجعة أخصائي العيون فوراً في حال ظهور هذه الأعراض.
يحتاج العديد من مرضى الجلوكوما إلى أكثر من نوع واحد من الأدوية للتحكم بضغط العين لديهم، لذلك تتوفر بعض أنواع القطرات التي تحتوي على نوعين من الأدوية المستعملة في علاج الجلوكوما، والتي توفر سهولة وراحة في الاستعمال، وتقلل من تعرض العين للمواد الحافظة المستعملة في القطرات، كما تقلل من التكاليف المادية على المريض.
تستعمل المركبات ذات التركيز الأسموزي العالي (بالإنجليزية: Hyperosmotic agents) عادةً، والتي تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد، عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع شديد في ضغط العين يتوجب السيطرة عليه بشكل فوري قبل أن يتسبب بحدوث ضرر دائم للعصب البصري في العين.
تقوم هذه المركبات بالتقليل من ضغط العين عن طريق تقليل حجم السوائل داخل العين، وتستخدم فقط مرة واحدة في الحالات الطارئة، وتشمل الجليسرين والايزوسوربيد الفموي، بالإضافة إلى المانيتول واليوريا عبر الوريد.
ظهرت في السنوات الأخيرة أنواع جديدة من الأدوية المخصصة لعلاج الجلوكوما، والتي تتضمن ما يلي:
ينبغي الالتزام باستعمال الدواء كما وصفه الطبيب تماماً، حيث أنّ جرعة واحدة فقط لا يحصل عليها المريض قد تسبب تدهوراً في العصب البصري، بالإضافة إلى أن الأعراض الجانبية الناتجة عن الأدوية تختفي في كثير من الحالات بعد استعمالها لفترة من الزمن.
يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية في بعض الحالات التي لا يعطي فيها العلاج الدوائي النتائج المطلوبة، أو عند تسبب العلاج بأعراض جانبية غير محتملة، ويتضمن العلاج الجراحي ما يلي:
يعد التأثير العلاجي للليزر على ضغط العين بالغالب غير دائم، حيث يحتاج العديد من المرضى إلى استعمال الأدوية بعد فترة من تلقي العلاج بالليزر، إلا أنّ عمليات الليزر تساعد في حال نجاحها بالتقليل من ضغط العين بالمستوى المطلوب على تأخير الاستعمال اليومي للعلاج الدوائي، وتفادي الأعراض الجانبية المصاحبة له، ويتضمن العلاج بالليزر ما يلي:
تقوم أشعة الليزر بعمل تغيير بسيط في نظام تصريف السوائل في العين، بحيث تصبح زاوية التصريف أكثر ملائمةً لخروج السوائل، مما يقلل من ضغط العين.
يمكن تقسيم عمليات رأب التربيق إلى نوعين كما يلي:
يستعمل هذا النوع أيضاً للتقليل من خطر ارتفاع ضغط العين بعد إجراء العمليات الجراحية التقليدية، ويمكن استعماله مرتين أو ثلاث مرات كحد أقصى على العين الواحدة طيلة حياة المريض.
يستعمل هذا النوع عادةً في الحالات التي يفشل فيها العلاج التقليدي بالتقليل من ضغط العين بالشكل المطلوب، بما في ذلك العمليات الجراحية، وفي الحالات التي لا يمكن إجراء العمليات الجراحية فيها نتيجة شكل العين أو مشاكل أخرى.
يتضمن العلاج الجراحي التقليدي للجلوكوما استئصال الشبكة التربيقية، وتعرف أيضاً بترشيح سائل العين (بالانجليزية: Trabeculectomy)، وهي أكثر العمليات الجراحية انتشاراً لعلاج كل من جلوكوما الزاوية المفتوحة والمغلقة، ويتم خلالها عمل شق او ممر في صلبة العين (بالانجليزية: Sclera)، أو ما يعرف ببياض العين، لسحب وتصريف السوائل الزائدة، كما يتم عمل كيس في القرنية يعرف بفقاعة الترشيح (بالانجليزية: Filtration bleb)، حيث تنتقل السوائل من الشق الموجود في صلبة العين إليه، ثم يتم امتصاص هذه السوائل عبر الأغشية المحيطة للعين، مما يقلل من ضغط العين.
ما يقارب 50% من مرضى الجلوكوما لا يحتاجون استعمال العلاج الدوائي لفترة طويلة من الزمن بعد إجراء عملية استئصال الشبكة التربيقية، بينما يحقق 35- 40% من المرضى الآخرين الذين لا يزالون يحتاجون العلاج الدوائي تحكماً أفضل بضغط العين.
يتوفر العديد من معدات التصريف للجلوكوما (بالانجليزية: Glaucoma drainage devices) التي تم تصميمها للمساعدة على تصريف سوائل العين والتقليل من الضغط داخلها، وتشترك هذه المعدات بأنّها تحتوي على أنبوب سيليكون صغير يتم زراعته داخل العين يتم من خلاله تصريف السوائل إلى منطقة تجمع، تعرف بالخزان، يتم عملها جراحياً أسفل شبكية العين، حيث يتم امتصاص هذه السوائل بواسطة الأوعية الدموية المحيطة.