علاج الجلوكوما

علاج الجلوكوما

علاج الجلوكوما

الجلوكوما (بالانجليزية: Glaucoma)، أو زرق العين، هي مجموعة من الاضطرابات التي تصيب العين وتؤدي إلى إلحاق الضرر بالعصب البصري الذي ينقل المعلومات من العين إلى الدماغ، وغالباً ما ترتبط بارتفاع الضغط داخل العين، إلا أنها في بعض الأحيان تحدث على الرغم من أنّ ضغط العين طبيعي.

تؤدي الجلوكوما في حال عدم علاجها إلى خسارة القدرة على الإبصار في أطراف العين، ثم مع تطور المرض يمكن أن تسبب العمى، حيث تعد الجلوكوما المسبب الرئيسي الثاني للعمى عالمياً بعد اعتام عدسة العين (بالانجليزية: Cataract)، ويتضمن علاج الجلوكوما ما يلي:

  • العلاج الدوائي
    • مشابهات البروستاجلاندين
    • حاصرات بيتا
    • محفزات ألفا
    • مثبطات الأنهيدراز الكربوني
    • الأدوية القابضة للحدقة
    • القطرات المركبة
    • المركبات ذات التركيز الأسموزي العالي
    • الأدوية الحديثة
  • العلاج الجراحي
    • عمليات الليزر
    • العمليات الجراحية التقليدية
  • معدات التصريف للجلوكوما
  • إجراءات جراحية أخرى

العلاج الدوائي

يتضمن العلاج الدوائي استعمال قطرات العيون، وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى بعض أنواع الأدوية الفموية، إلا أنّ قطرات العيون هي الخيار الأول لعلاج الجلوكوما في أغلب الحالات. يتضمن العلاج الدوائي ما يلي:

مشابهات البروستاجلاندين

مشابهات البروستاجلاندين (بالانجليزية: Prostaglandin analogs) هي نوع من قطرات العيون تعمل على زيادة تصريف السوائل خارج العين، عن طريق إرخاء عضلات التراكيب الداخلية للعين، مما يقلل من الضغط داخلها، ويشمل دواء البيماتوبروست (بالانجليزية: Bimatoprost)، واللاتانوبروست (بالانجليزية: Latanoprost)، والتافلوبروست (بالانجليزية: Tafluprost)، وغيرها، وتتضمن الأعراض الجانبية لهذا النوع ما يلي:

  • تغير دائم في لون العين، خصوصاً عند الأشخاص ذوي العيون العسلية.
  • زيادة في عدد وطول الرموش، وتجعدها.
  • حرقة، وألم، وحكة في العين.
  • تشوش الرؤية (بالإنجليزية: Blurred vision).
  • تغير في لون جفن العين.
  • الشعور بوجود شيء داخل العين.

حاصرات بيتا

تقوم قطرات حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) بالتقليل من كمية السوائل التي تفرزها العين مما يقلل من الضغط داخلها، وتشمل دواء التيمولول (بالانجليزية: Timolol)، والبيتاكسولول (بالانجليزية: Betaxolol).

تتضمن الأعراض الجانبية لقطرات حاصرات بيتا ما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم.
  • مشاكل في التنفس.
  • تباطؤ في نبضات القلب.
  • اكتئاب.
  • تقليل الشهوة الجنسية.
  • الإرهاق.

قد تسبب قطرات حاصرات بيتا مشاكل صحية عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، أو أمراض الرئة، أو مرض السكري، أو الاكتئاب، وغيرها، لذلك من الضروري مناقشة التاريخ الطبي للمريض قبل البدء باستعمال هذا النوع.

يمكن التقليل من أعراض قطرات حاصرات بيتا عن طريق إبقاء العين مغلقة مباشرة بعد التقطير.

محفزات ألفا

يساعد هذا النوع من القطرات، والتي تعرف أيضاً بناهضات ألفا (بالانجليزية: Alpha agonists) على زيادة تصريف السوائل خارج العين بالإضافة إلى التقليل من كمية السوائل التي تفرزها العين، ويشمل دواء الأبراكلوندين (بالانجليزية: Apraclonidine)، والبريموندين (بالانجليزية: Brimonidine).

 

تتضمن الأعراض الجانبية لهذا النوع ما يلي:

  • الشعور بحرقة ولسعات في العين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • صداع وإرهاق.
  • دوار.
  • جفاف الفم.
  • عدم انتظام في ضربات القلب.

ينبغي تجنب القيادة أو استعمال الآلات الثقيلة عند استعمال هذا النوع من القطرات في حال كانت تسبب الدوار والتعب.

مثبطات الأنهيدراز الكربوني

تقلل قطرات مثبطات الأنهيدراز الكربوني (Carbonic anhydrase inhibitors) من كمية السوائل التي تنتجها العين، مما يقلل من الضغط داخلها، ويشمل دواء البرينزولمايد (بالاإنجليزية: Brinzolamide)، والدروزولميد (بالانجليزية: Dorzolamide).

لا يستعمل هذا النوع من القطرات لوحدها بكثرة، وتتضمن الأعراض الجانبية المحتملة ما يلي:

  • الشعور بحرقة ولسعات في العين.
  • تشوش الرؤية.
  • الشعور بطعم سيئ بالفم.

تتوفر مثبطات الأنهيدراز الكربوني على شكل حبوب لعلاج الجلوكوما، والتي تستعمل بالعادة عندما لا تعطي قطرات العيون استجابة كافية للتحكم بضغط العين، حيث تقوم هذه الحبوب بالتقليل من إنتاج السوائل في العين أيضاً، وتشمل دواء الاسيتازولاميد (بالانجليزية: Acetazolamide)، والميثازولاميد (بالانجليزية: Methazolamide).

تتضمن الأعراض الجانبية لهذا النوع من الحبوب ما يلي:

  • تعب وإرهاق.
  • اضطراب في المعدة.
  • غثيان.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • زيادة الحاجة إلى التبول.
  • تنميل في الأطراف وحول الفم.
  • فقدان الشهية.
  • ضعف الشهوة الجنسية.
  • اكتئاب.

الأدوية القابضة للحدقة

تؤدي القطرات القابضة للحدقة (بالإنجليزية: Miotics) إلى انقباض حدقة العين، مما يزيد من تصريف السوائل خارجها والتقليل من ضغط العين، وتشمل دواء البيلوكاربين (بالانجليزية: Pilocarpine)، والكارباكول (بالانجليزية: Carbachol).

نادراً ما يستعمل هذا النوع من القطرات في علاج الجلوكوما، وتتضمن أعراضه الجانبية ما يلي:

 
  • تشوش الرؤية.
  • قصر النظر.
  • صداع.

في بعض الحالات النادرة، قد تتسبب القطرات القابضة للحدقة بانفصال شبكية العين، مما يؤدي إلى ظهور نقط سوداء، أو ومضات ضوئية في البصر. ينبغي مراجعة أخصائي العيون فوراً في حال ظهور هذه الأعراض.

القطرات المركبة

يحتاج العديد من مرضى الجلوكوما إلى أكثر من نوع واحد من الأدوية للتحكم بضغط العين لديهم، لذلك تتوفر بعض أنواع القطرات التي تحتوي على نوعين من الأدوية المستعملة في علاج الجلوكوما، والتي توفر سهولة وراحة في الاستعمال، وتقلل من تعرض العين للمواد الحافظة المستعملة في القطرات، كما تقلل من التكاليف المادية على المريض.

المركبات ذات التركيز الأسموزي العالي

تستعمل المركبات ذات التركيز الأسموزي العالي (بالإنجليزية: Hyperosmotic agents) عادةً، والتي تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد، عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع شديد في ضغط العين يتوجب السيطرة عليه بشكل فوري قبل أن يتسبب بحدوث ضرر دائم للعصب البصري في العين.

تقوم هذه المركبات بالتقليل من ضغط العين عن طريق تقليل حجم السوائل داخل العين، وتستخدم فقط مرة واحدة في الحالات الطارئة، وتشمل الجليسرين والايزوسوربيد الفموي، بالإضافة إلى المانيتول واليوريا عبر الوريد.

الأدوية الحديثة

ظهرت في السنوات الأخيرة أنواع جديدة من الأدوية المخصصة لعلاج الجلوكوما، والتي تتضمن ما يلي:

  • لاتانوبروستين بونود (بالانجليزية: Latanoprostene bunod)، وهي قطرة عينية تجمع بين أكسيد النيتروجين، وأحد مشابهات البروستاجلاندين.
  • نيتارسوديل (بالانجليزية: Netarsudil)، هو دواء مثبط لإنزيم Rho كيناز (بالانجليزية: Rho kinase inhibitors)، الذي يقوم بتقليل ضغط العين عن طريق زيادة تصريف السوائل خارج العين، ويتوفر على شكل قطرة عينية.
  • ترابودينوسون (بالانجليزية: Trabodenoson)، وهو دواء جديد على شكل قطرة عينية لا يزال قيد الدراسة ضمن مجموعة جديدة من الأدوية تعرف بمحاكيات الادينوسين الانتقائية (بالانجليزية: Selective adenosine mimetics).
  • أدوية الوقاية العصبية (بالانجليزية: Neuro-protective agents)، وهي أدوية على شكل قطرات عينية وأدوية فموية، لا تزال تحت الدراسة للتأكد من فاعليتها في الوقاية من الضرر اللاحق بالعصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين، والتي قد توفر أسلوباً جديداً في حماية البصر عند مرضى الجلوكوما.

ينبغي الالتزام باستعمال الدواء كما وصفه الطبيب تماماً، حيث أنّ جرعة واحدة فقط لا يحصل عليها المريض قد تسبب تدهوراً في العصب البصري، بالإضافة إلى أن الأعراض الجانبية الناتجة عن الأدوية تختفي في كثير من الحالات بعد استعمالها لفترة من الزمن.

العلاج الجراحي

يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية في بعض الحالات التي لا يعطي فيها العلاج الدوائي النتائج المطلوبة، أو عند تسبب العلاج بأعراض جانبية غير محتملة، ويتضمن العلاج الجراحي ما يلي:

عمليات الليزر

يعد التأثير العلاجي للليزر على ضغط العين بالغالب غير دائم، حيث يحتاج العديد من المرضى إلى استعمال الأدوية بعد فترة من تلقي العلاج بالليزر، إلا أنّ عمليات الليزر تساعد في حال نجاحها بالتقليل من ضغط العين بالمستوى المطلوب على تأخير الاستعمال اليومي للعلاج الدوائي، وتفادي الأعراض الجانبية المصاحبة له، ويتضمن العلاج بالليزر ما يلي:

  • رأب التربيق: يستعمل رأب التربيق (بالانجليزية: Trabeculoplasty) والذي يعد نوعاً من عمليات الليزر في علاج الجلوكوما مفتوح الزاوية (بالإنجليزية: Open angle glaucoma)، وهو الأكثر انتشاراً، ويستغرق مدة 10- 15 دقيقة، كما أنّ العملية غير مؤلمة، ويمكن إجرائها في عيادة الطبيب.

تقوم أشعة الليزر بعمل تغيير بسيط في نظام تصريف السوائل في العين، بحيث تصبح زاوية التصريف أكثر ملائمةً لخروج السوائل، مما يقلل من ضغط العين.

يمكن تقسيم عمليات رأب التربيق إلى نوعين كما يلي:

  • رأب التربيق بليزر الارغون: يستعمل الليزر في عملية رأب التربيق بليزر الارغون (بالانجليزية: Argon Laser Trabeculoplasty) لمعالجة ما يعرف بالشبكة التربيقية (بالانجليزية: Trabecular meshwork)، وهي عبارة عن نسيج موجود حول قاعدة قرنية العين مسؤول عن تصريف سوائل العين، بشكل يزيد من تصريف السوائل مما يؤدي إلى التقليل من ضغط العين.

يستعمل هذا النوع أيضاً للتقليل من خطر ارتفاع ضغط العين بعد إجراء العمليات الجراحية التقليدية، ويمكن استعماله مرتين أو ثلاث مرات كحد أقصى على العين الواحدة طيلة حياة المريض.

  • رأب التربيق بالليزر الانتقائي: يستعمل في عملية رأب التربيق بالليزر الانتقائي (بالانجليزية: Selective Laser Trabeculoplasty) نوع أحدث من الليزر ذو طاقة منخفضة، بحيث يعالج بشكل "انتقائي" مناطق معينة من الشبكة التربيقية، لذلك يٌعتقد أنّه على خلاف الأنواع الأخرى من عمليات الليزر، يمكن اعادة إجراء هذه العملية أكثر من مرة بشكل آمن.
  • قطع أو بضع القزحية: يستعمل قطع أو بضع القزحية (بالانجليزية: Iridotomy) في علاج الجلوكوما مغلق الزاوية (بالانجليزية: Closed angle glaucoma)، ويتم خلالها عمل ثقب صغير في قزحية العين باستعمال أشعة الليزر، حيث يتم تغيير المجرى الطبيعي لسوائل العين، ويسهل انتقالها إلى نظام تصريف العين، مما يقلل من ضغط العين.
  • الاستئصال الدائري: يستعمل الاستئصال الدائري (بالانجليزية: Cycloablation) في علاج الجلوكوما مفتوح الزاوية، حيث يستعمل الليزر في عملية تدمير جزء من الجسم الهدبي الموجود في العين، المسؤول عن إنتاج السوائل، مما يقلل من ضغط العين.

يستعمل هذا النوع عادةً في الحالات التي يفشل فيها العلاج التقليدي بالتقليل من ضغط العين بالشكل المطلوب، بما في ذلك العمليات الجراحية، وفي الحالات التي لا يمكن إجراء العمليات الجراحية فيها نتيجة شكل العين أو مشاكل أخرى.

العمليات الجراحية التقليدية

يتضمن العلاج الجراحي التقليدي للجلوكوما استئصال الشبكة التربيقية، وتعرف أيضاً بترشيح سائل العين (بالانجليزية: Trabeculectomy)، وهي أكثر العمليات الجراحية انتشاراً لعلاج كل من جلوكوما الزاوية المفتوحة والمغلقة، ويتم خلالها عمل شق او ممر في صلبة العين (بالانجليزية: Sclera)، أو ما يعرف ببياض العين، لسحب وتصريف السوائل الزائدة، كما يتم عمل كيس في القرنية يعرف بفقاعة الترشيح (بالانجليزية: Filtration bleb)، حيث تنتقل السوائل من الشق الموجود في صلبة العين إليه، ثم يتم امتصاص هذه السوائل عبر الأغشية المحيطة للعين، مما يقلل من ضغط العين.

ما يقارب 50% من مرضى الجلوكوما لا يحتاجون استعمال العلاج الدوائي لفترة طويلة من الزمن بعد إجراء عملية استئصال الشبكة التربيقية، بينما يحقق 35- 40% من المرضى الآخرين الذين لا يزالون يحتاجون العلاج الدوائي تحكماً أفضل بضغط العين.

معدات التصريف للجلوكوما

يتوفر العديد من معدات التصريف للجلوكوما (بالانجليزية: Glaucoma drainage devices) التي تم تصميمها للمساعدة على تصريف سوائل العين والتقليل من الضغط داخلها، وتشترك هذه المعدات بأنّها تحتوي على أنبوب سيليكون صغير يتم زراعته داخل العين يتم من خلاله تصريف السوائل إلى منطقة تجمع، تعرف بالخزان، يتم عملها جراحياً أسفل شبكية العين، حيث يتم امتصاص هذه السوائل بواسطة الأوعية الدموية المحيطة.